• الموقع: مركز آل الحكيم الوثائقي.
        • القسم الرئيسي: شهداء آل الحكيم.
              • القسم الفرعي: شهداء آل الحكيم (رض).
                    • الموضوع: الشهيد حجة الإسلام والمسلمين السيد محمد حسين نجل الإمام الحكيم (قدس سره).

الشهيد حجة الإسلام والمسلمين السيد محمد حسين نجل الإمام الحكيم (قدس سره)

النسب والنشأة:


أبو هادي السيد محمد حسين النجل التاسع للإمام السيد محسن الطباطبائي الحكيم (قدس سره)، ولد عام (1367 هـ ـ 1947 م) في مدينة النجف الأشرف مركز الحوزة العلمية والمرجعية الدينية، ونال وسام الشهادة الرفيع عام (1403 هـ ـ 1983 م).

مقامه العلمي:


كان الشهيد السيد محمد حسين شغوفاً بعلوم أهل البيت (عليهم السلام) ولذا فقد انتظم في سلك الحوزة العلمية فدرس المقدمات والسطوح واجتازها بنجاح ليشارك بعدها في دروس الخارج لدى أستاذة كبار في عصره، وبلغ في دراسته مرتبة علمية متقدمة.

أساتذته:


تتلمذ الشهيد السعيد على أيدي أستاذة كبار مرموقين في الحوزة العلمية نشير إلى بعضهم:
1ـ المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي (قدس سره)
2ـ أخيه شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)
3ـ أخيه الشهيد آية الله السيد عبد الصاحب نجل الإمام الحكيم (قدس سره)
4ـ صهره آية الله السيد محمد علي الحكيم (قدس سره)
الشهيد آية الله السيد مجيد نجل آية الله السيد محمود الحكيم (قدس سره)
6ـ آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم (مد ظله)
وكان (قدس سره) احد الأستاذة اللامعين في مدرسة دار الحكمة للعلوم الإسلامية ـ التي أسسها والده الإمام الحكيم (قدس سره) ـ في النجف الأشرف في عقد السبعينيات والثمانينيات من القرن المنصرم.

تلامذته:


من ابرز تلامذة الشهيد (قدس سره):
الشهيد حجة الإسلام والمسلمين السيد عبد المجيد نجل الإمام الراحل السيد أبو القاسم الخوئي (قدس سره)
الشهيد حجة الإسلام والمسلمين السيد حسن نجل الدكتور السيد عبد الهادي الحكيم (قدس سره)
الشهيد حجة الإسلام المسلمين الشيخ صلاح العبيدي
4ـ المرحوم حجة الإسلام والمسلمين السيد حسن نجل السيد عز الدين بحر العلوم (رحمه الله)
5ـ حجة الإسلام والمسلمين السيد علاء الدين نجل المرجع الديني الكبير السيد محمد سعيد الحكيم
6ـ حجة الإسلام والمسلمين السيد محمد الموسوي الهندي
7ـ حجة الإسلام والمسلمين السيد علاء الدين الموسوي الهندي

خصاله:


1ـ التوفيق بين طلب العلم وتقديم الخدمات الاجتماعية:
الرعاية الاجتماعية التي كان يقدمها الشهيد (قدس سره) للطلبة بارزة في حياته، وخاصة من كان يتولى تدريسهم؛ وبهذا الصدد يذكر العلامة السيد علاء الدين الموسوي الهندي أنه وفي أحد ايام دراسته في حوزة النجف الأشرف على يد الشهيد (قدس سره) خلال الأعوام (1978 ــ 1980 م) أصيب أحد ارحامه بوعكة صحية مما اضطرته الى الرقود في المستشفى، فجاء الشهيد (قدس سره) بنفسه متفقداً أحواله، عارضاً خدماته أمام ذويه.
وحول قدرة الشهيد على التوفيق بين التحصيل الحوزوي وتقديم تلك الخدمات الاجتماعية، ذكر: (ان الذي لاحظته أن الشهيد (قدس سره) كان يستثمر أيام العطل في الحوزة ليقدم ما يستطيع من خدمات عامة، سواء كان ذلك على مستوى طلبة الحوزة أم غيرهم، فضلاً عن حضوره الفعّال في المحافل الاجتماعية العامة، أما في التحصيل الدراسي فإنهم يستثمرون كل أوقاتهم في سبيل طلب العلم، وإذا اضطرتهم الحاجة لمتابعة قضايا المؤمنين فإنهم يضحّون بالدرس، ويتجاوزونه خدمةً للصالح العام).
وعرف الشهيد (قدس سره) أيضاً باستثماره تلك العلاقات في خدمة المؤمنين، وكشاهد على ذلك إنه كان على صلة وثيقة بمدير دائرة شهادة الجنسية العراقية في النجف الأشرف، ولوجود الكثيرين من أهالي النجف ممن لا يحملون شهادة الجنسية سعى الشهيد (قدس سره) لخدمة هؤلاء، مضحياً بدراسته وارتباطاته الخاصة.
وفي جانب مساعداته للطلبة من غير العراقيين: كان النظام بين الحين والآخر يثير تهمة مخالفة شروط الإقامة لطلبة الحوزة العلمية من غير العراقيين، وقد حرص الشهيد (قدس سره) على جمع معاملات عن كل من تثار هذه التهمة ضده، ثم يقوم بمراجعة دوائر الدولة ذات العلاقة من أجل ترتيب الوضع القانوني له.
وكشاهد آخر على سعيه لقضاء حوائج المؤمنين وحتى مع من لا تربطه معهم علاقة؛ ينقل العلامة الخطيب الفاضل الشيخ ابراهيم النصيراوي يقول: كنت أبحث عن دار لأسكنها، فذكر لي أحد الأخوة أنه قد اوكل بيع داره الى الشهيد آية الله السيد مجيد الحكيم (قدس سره) فأخبرت الشهيد السيد محمد حسين الحكيم (قدس سره) ـ لأني كنت أسكن في بيت صغير قريب من داره الواقعة في محلة (العمارة) ـ وعلى الرغم من أنني لم أكن ارتبط معه (قدس سره) بعلاقة لحداثة مجيئي الى النجف الأشرف إلاّ أنه أخذني الى منزل الشهيد آية الله السيد مجيد الحكيم (قدس سره)، ثم تكلم معه بما أريد، وتوصل معه الى اتفاق على ايجار الدار المذكورة.
2ـ شجاعته وجهاده السياسي:
لقد حفلت حياة الشهيد السيد محمد حسين الحكيم (قدس سره) بنشاطات متعددة، وفي مجالات مختلفة ظلّ اكثرها يسير بطريقة سرّية وبعيدة عن عيون السلطة البعثية المجرمة التي كانت تتربص بأسرة الإمام الحكيم (قدس سره)، وتترصد حركاتها بدقة من أجل تحجيم دورها وموقعها القيادي في الأمة، ونتيجة للظروف الصعبة السرية الدقيقة التي تحرك خلالها الشهيد (قدس سره) فإن نشاطاته ظلت مجهولة حتى بعد شهادته (قدس سره)، وذلك لعدم اطلاع حتى أهله وذويه على ما كان يقوم به، وقد كشف أخيراً أحد اصدقائه عن بعض الأعمال الجهادية التي كان يقوم بها في العراق، ومما يؤكد هذا وحسب ما ينقل ممن كان معه لدى اعتقاله تعرضه لأشد أنواع التعذيب وبصورة تختلف عن غيره من المعتقلين، الأمر الذي يعكس الاتهامات الكثيرة والخطيرة التي وجهت له (قدس سره).
عرف الشهيد (قدس سره) منذ حداثة سنّه بجرأته وشجاعته، وكان له ارتباط بجهة في بغداد اعتاد أن يرسل اليها بعض المؤمنين الذين يطاردهم النظام، ويكون مصيرهم في أغلب الأحيان الاعتقال أو الاعدام، وكانت تلك الجهة تقووم بتسهيل مهمة عبور هؤلاء الى أراضي الجمهورية الإسلامية في ايران.
وكان (قدس سره) يلتقي بشكل سري مجموعة من الرافضين للالتحاق بجيش صدام من أهالي النجف الأشرف، وقد كان يضطر لتحقيق تلك الغاية الى الخروج من بيته في ساعات متأخرة من الليل ليبتعد عن عيون مخبري السلطة.
وقد استطاع بحنكته المعروفة وجرأته من تعبئة أكثر هؤلاء للعمل ضد النظام البعثي، مستغلاً في ذلك ما يعيش في نفوسهم من حقد مقدس ضد أزلام السلطة الجائرة.
وفي اشارة الى تلك الأعمال التي لم يكشف عن بعضها إلا بعد قرابة العقدين من رحيل الشهيد (قدس سره)، يقول الأستاذ السيد محسن نجل عزيز العراق السيد عبد العزيز الحكيم (قدس سره): (برهن الشهيد (قدس سره) على خلوص نيته فقد كان ينجز الكثير من الأعمال دون أن يحاول البوح بها لاحد من أهله وذويه إلاّ في الحالات التي توجب ذلك، وتلك حالة تعكس اخلاصه وتقواه).
ويذكر العلامة الشيخ رضا الأنصاري قوله: (ان من جملة نشاطات الشهيد السيد محمد حسين الحكيم (قدس سره) تشكيل المجاميع الجهادية وتسليحها، لتنفيذ العمليات ضد عناصر السلطة ودوائرها القمعية).
ويضيف ايضاً: (ان الشهيد (قدس سره) كان قد نظم عدة لقاءات سرية بالمرجع الأعلى آية الله العظمى السيد الخوئي (قدس سره)، ولا أحد يدري عن فحواها شيئاً، ولكن القرائن دلت مؤخراً على أنها كانت تخص مشاريع جهادية).
ويذكر: (ان الشهيد (قدس سره) كان يصرف مبالغ كبيرة على العمل الجهادي، وهو ما تشهد به عقليته التي تقول إنها كانت موضوعة عنده، وكان اذا سئل عنها قال إنها أمانات خاصة).
ولعل من اهم القضايا التي يشار اليها في حياة الشهيد (قدس سره) الجهادية ما ذكر عن وجود ارتباط له مع شخص كان يعمل في وزارة الدفاع العراقية كمعتمد في نقل البريد من الوزرارة الى الوحدات العسكرية في محافظات العراق كافة، وبعض هذه الرسائل لا يمكن لسريتها نقلها عبر الهاتف او (اللاسلكي)، وانما يعتمد في ارسالها بكتاب رسمي، وقد استطاع الشهيد من خلال هذه العلاقة الحصول على معلومات في غاية السرية، وكان بدوره ينتفع بها في عمله الجهادي ضمن تفاصيل يطول سردها.
كما كان للشهيد (قدس سره) علاقات وثيقة مع كثير من الأشخاص في النجف، وكانوا يترددون عليه ولكن بحذر بالغ؛ وكانت له أيضاً ارتباطات خاصة مع آخرين في بغداد، وكان أيضاً يسعى أن يجد ما يستطيع عمله من أجل اضعاف السلطة الحاكمة في بغداد.
اعتمد الشهيد (قدس سره) على أساليب ذكية قوامها القواعد التي يعتمدها رجال المخابرات في تعاملهم، وكان يحرص أشد الحرص على كتمان طريقه تحركه. ومن جانب آخر كان (قدس سره) يتابع أخبار خذلان المجرم صدام في الحرب العراقية الإيرانية، وقد ترجم موفقه هذا بشكل عملي وهو يقوم بتشكيل مجموعة جهادية في النجف الاشرف بعد أن شنّ صدام هجومه على الجمهورية الإسلامية في ايران عام (1980 م).
وبشكل عام عرف الشهيد (قدس سره) برغبته الكبيرة في العمل الجهادي من أجل خدمة الإسلام، وكان بذكائه يستطيع تشخيص طريقة التحرك، والزمان الذي يتحرك فيه.
3ـ اهتمامه بصلاة الجماعة واحياء الشعائر الحسينية:
كان الشهيد (قدس سره) دؤوباً على المشاركة في احياء جميع الشعائر والمواكب والمجالس الحسينية، وقد قصد النجف يوماً احد الاخوة من لبنان لإكمال دراسته الحوزوية فيها، وبعد أشهر من وجوده في النجف شاهد الممارسات التي يؤديها بعض المؤمنين أيام شهر محرم الحرام، وخاصة المتعلقة بإبداء الحسرة واللوعة على ما أصاب الإمام الحسين (عليه السلام)، وكان الشهيد (قدس سره) يشارك بالحضور لتأييد تلك الطقوس، ولكن الشيخ اللبناني بدأ منزعجاً من تلك الظواهر، وقد حاول الشهيد (قدس سره) اقناعه بمشروعية ما كان يشاهد إلا أنه كان يرى في ذلك تخلفاً، وليس له أي مدلول شرعي.
وقد فوجئ الشهيد (قدس سره) في اليوم الثاني وهو يرى الشيخ يتوسط جمعاً من المؤمنين كانوا يمارسون الشعائر الحسينية التي كان يرى فيها عدم المشروعية!، وقد حاول الشهيد معرفة هذا الانقلاب الذي حصل، فقال الشيخ: اتركني حتى افرغ من ممارسة تلك الشعائر المقدسة ثم اخبرك.
ثم اخبره أنه رآى في عالم الرؤيا كأن القيامة قد قامت وأن الزهراء (عليها السلام) كانت واقفة على باب الجنة، وأن اصحاب المواكب الحسينية قد دخلوا الجنة، ولما حاول الشيخ الدخول معهم أوقفته الزهراء (عليها السلام) قائلة له: ألا ارى أنت أن عمل المواكب متخلف ولا معنى له؟، يقول الشيخ: فلما انتبهت من نومي انخرطت في البكاء، وها أنا في الموكب).
وكان الشهيد (قدس سره) يشارك في عزاء يوم عاشوراء بشكل يعبر عن مواساة حقيقية لشهداء الطف إذ يخرج حاسر الرأس حافي القدمين.
ومما دأب عليه الشهيد (قدس سره) المشي على الأقدام لزيارة الإمام الحسين (عليه السلام) خمس مرات في العام، وكان إذا مشى ليلاً يدعو عائلته بمناجاة أمير المؤمنين (عليه السلام)، ومناجاة الإمام علي بن الحسين (عليه السلام)، وأدعية ليالي الجمعة، ودعاء أبي حمزة الثمالي، وقد كان يحفظ منها كثيراً.
4ـ زهده:
كان الشهيد (قدس سره) يستطيع أن يعيش بثراء، فقد تيسّرت له السبل الكثيرة لتحقيق ذلك، ولكنه كان مصداقاً لوصف المتقين الذين ورد على لسان أمير المؤمنين (عليه السلام): (أرادتهم الدنيا فلم يريدوها).
وكان (قدس سره) يرفض شراء أي شيء من الكماليات، بل حتى بعض الضروريات، سواء ذلك فيما يخص الملبس أم المأكل، كما كان لا يشتري الفواكه إلاّ بعد أن يصبح ثمنها زهيداً.
ومما تعوده (قدس سره) في حالة ذهابه الى السوق لشراء ما يحتاجه بيته أن لا يقتصر في عملية الشراء على بائع واحد، ويعلل ذلك أنه يرغب في أن ينتفع أكثر من شخص في عملية البيع.

نشاطه:


كان الشهيد (قدس سره) يحرص أشد الحرص على صلة أرحامه عن طريق زياراتهم بشكل مباشر، أو الاتصال بهم عن طريق الهاتف، أو ارسال من يراه إليهم لمتابعة أحوالهم.
مارس الشهيد (قدس سره) إلى جانب دراسته وطلبه العلم التدريس في الحوزة العلمية ومدرسة دار الحكمة للعلوم الإسلامية وظلّ سنوات يدرس المقدمات والسطوح، وكان يطمح إرساء دعائم الحكم الإسلامي.
وقد بذل الشهيد في هذا الطريق ما بوسعه من أجل إقامة النظام الإسلامي.

حالته الاجتماعية:


للشهيد السيد محمد حسين الحكيم خمسة من الأبناء، 3 من الذكور و2 من الأناث، أما الذكور:
1ـ حجة الإسلام والمسلمين السيد هادي الحكيم
2ـ حجة الإسلام السيد علي الحكيم
3ـ السيد محسن الحكيم

استشهاده:


اعتقل الشهيد (قدس سره) مع جمع من أسرة آل الحكيم عام (1403 هـ، 1983 م) وتحملوا صنوف التعذيب النفسي والجسدي قبل استشهادهم.
ثم استشهد في الوجبة الأولى بعد عشرة أيام من اعتقاله مع اثنين من اخوته وثلاثة من اولاد اخوته.
تغمد الله الشهيد برحمته الواسعة، وأسكنه فسيح جناته.
ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم.


  • المصدر: http://www.alhakeem-iraq.net/subject.php?id=10
  • تاريخ إضافة الموضوع: 2010 / 03 / 28
  • تاريخ الطباعة: 2024 / 03 / 29