الصفحة الرئيسية

  القرآن الكريم

  أهل البيت عليهم السلام

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  شهداء آل الحكيم

  معرض صور آل الحكيم

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  أعلام آل الحكيم

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  أخبار هامة

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  التراث العلمي

  صور الفيس بوك

  قصص وضحايا

  مواقع صديقة

  من نحن

  إتصل بنا



البحث في الموقع









جديد الموقع




 أسرة الإمام الحكيم (قدس سره) تقيم مجلسها السنوي بذكرى ايام عاشوراء

 مكتب سماحة السيد عمار الحكيم (دام عزه) يقيم حفل تأبيني بمناسبة الذكرى السنوية لرحيل عزيز العراق (قدس سره)

 مكتب سماحة السيد عمار الحكيم (دام عزه) يقيم حفل تأبيني بمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد شهيد المحراب (قدس سره)

 المؤمنون في العالم يحيون يوم الشهيد العراقي

 الجالية العراقية في لندن تقيم حفل تأبيني بمناسبة الذكرى السنوية لإستشهاد سفير المرجعية

 أسرة الإمام الحكيم (قدس) تقيم مجلس تأبيني بمناسبة الذكرى السنوية لرحيل زعيم الطائفة السيد محسن الحكيم (قدس)

 البرنامج الجماهيري السنوي في العراق احياءاً لذكرى استشهاد الإمام الحسين (ع)

 أسرة الإمام الحكيم (قدس سره) تقيم مجلسها السنوي في العشرة الأولى من شهر محرم الحرام

 نشاطات بعثة شهيد المحراب (قدس سره) في الديار المقدسة .. مصور

 مسجد وحسينية آل ياسين في الكاظمية المقدسة تستضيف آية الله السيد جعفر الحكيم (دام عزه) .. مصوّر




صور عشوائية




 سماحة آية الله السيد جعفر السيد عبد الصاحب الحكيم (دام عزه)

 سماحة آية الله السيد عبد المنعم السيد عبد الكريم الحكيم (دام عزه)

 سماحة السيد عمار السيد عبد العزيز الحكيم (دام عزه)

 الخطيب حجة الإسلام السيد هادي الحكيم (رحمه الله)

 سماحة السيد حسين السيد علاء الدين الحكيم (دام عزه)

 سماحة آية الله السيد محمد علي الحكيم (قدس سره)

 سماحة آية الله السيد يوسف الحكيم (قدس سره)

 الدكتور السيد محسن السيد عبد العزيز الحكيم

 الشهيد حجة الإسلام والمسلمين الدكتور السيد عبد الهادي الحكيم (قدس سره)

 الدكتور السيد جعفر السيد هاشم الحكيم





إحصاءات


  • الأقسام الرئيسية: 11

  • الأقسام الفرعية: 35

  • عدد المواضيع: 204

  • التاريخ: 28/03/2024 - 11:47







  • القسم الرئيسي: بانوراما.

        • القسم الفرعي: ثقافة ومجتمع.

              • الموضوع: هجرة الكفاءات بين الماضي والحاضر.

هجرة الكفاءات بين الماضي والحاضر

هجرة الكفاءات بين الماضي والحاضر

 

د. حسن المحمداوي

 

 تعد ظاهرة هجرة الكفاءات من الدول النامية والفقيرة الى الدول المتطورة والمتقدمة علمياً وتكنولوجياً من أهم المشكلات الاجتماعية والاقتصادية لما تشكله هذه الظاهرة من استنزاف غير مرئي ومستمر للخبرات والكفاءات العالية والتي يتطلب تكوينها وإنشاؤها الكثير من الوقت والجهد والمال، وإن الاحتفاظ بهذه العقول والكفاءات يعد في غاية الاهمية بالنسبة للدول التي تنشد التطور والتقدم ومواكبة الحياة المعاصرة والمتسارعة الخطى حيناً بعد آخر.

 وللأسف الشديد إن إهدار رأس المال العلمي والمعرفي والفكري والذي يتجسد على اوسع صوره في بلداننا المتخلفة عن الركب الحضاري بسبب الايدولوجيات المتناحرة لهو من المشكلات غير المنظورة وغير المتحسسة لما تؤول إليه الامور ولما تشكله هذه الكفاءات من ركيزة أساسية ومهمة للنمو الاقتصادي والتربوي والاجتماعي والنهضة في مختلف الميادين التنموية.

والحقيقة ان مفهوم هجرة الكفاءات له تعاريف عديدة ومختلفة، إذ يرى الفرجاني بأنه يمثل انتقال الافراد عالي التأهيل (خريجي التعليم العالي فما فوق) من بلد الى بلد آخر بقصد العمل والاقامة الدائمة.

 أما الياس زين فيرى أن هجرة الكفاءات هي نزوح حملة الشهادات الجامعية العلمية والتقنية والفنية كالاطباء والعلماء والمهندسين والتكنولوجيين والباحثين والممرضات الاختصاصيات والاختصاصيين في علوم الاقتصاد والرياضيات والاجتماع وعلم النفس والتربية والتعليم والآداب والفنون والزراعة والكيمياء والجيولوجيا ويشمل هذا التحديد الفنانين والشعراء والكتاب والمؤرخين والسياسيين والمحامين وأصحاب المهارات والمواهب والمخترعين وشتى الميادين الأخرى.

 وتعرّف منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) هجرة الكفاءات بأنه نوع شاذ من انواع التبادل العلمي بين الدول يتسم بالتدفق في اتجاه واحد (ناحية الدول المتقدمة)، او مايعرف بالنقل العكسي للتكنولوجيا وهو نقل مباشر لاحد عناصر الانتاج ألا وهو العنصر البشري.

 ان التاريخ الاسلامي يحدثنا عن أن الدولة الاموية والعباسية كانتا مركزاً لإستقطاب الكفاءات الاجنبية الاعاجم والاغريق والرومان، والذين ساهموا في إدارة شؤون الدولة بما فيها جباية الضرائب وأمور الخزانة والمحاسبة وتصميم وهندسة البناء، ونلمس كذلك أن العصر العباسي قد شهد - خاصة في أثناء حكم المأمون- نهضة علمية كبيرة ومشرقة أسهم فيها علماء المسلمين الذين قدموا من أسيا الوسطى وبلاد فارس لنيل المعارف... في بغداد أمثال الفارابي وابن سينا والرازي وابن الهيثم والبيروني وغيرهم الكثير من العلماء والمفكرين والفلاسفة الذين وجدوا في بغداد حاضنة لهم وملبية لحاجاتهم فكانت بغداد المكان المناسب والارض الصالحة لترجمة أفكارهم الى نظريات واكتشافات علمية في مختلف الميادين والمجالات.

 أما في هذه الحقبة الزمنية فإننا نشهد نزيفاً متواصلاً ودائماً للعقول العلمية والاساتذة والمبدعين وفي جميع الاختصاصات، والذي اصبح ملموساً منذ عقود عديدة والذي جاء في حقيقة الامر من جراء السياسات الرعناء والعنتريات الفارغة والايدلوجيات الزائفة والتي لا تمتّ الى المنطق والعقل بصلة، إذ تمثل هذه السياسات مناخات وبيئات طاردة ومنفرة للعقول الابداعية والعلمية وبمعنى آخر أن مثل هذه السياسات والانظمة تجبر هذه العقول للعيش على هامش السيرة أو تعاني من الاغتراب الدائم على المستوى الذاتي والاجتماعي مما يدفعها هذا قسراً إلى الهجرة الى بلدان الله الواسعة طلباً لتحقيق الذات وإرضاء للدافع الذي يكمن في نفوس هذه الكفاءات العلمية من اجل خدمة الانسانية...

 ومن هنا يحدث النزيف الدائم والذي يكون على شكل ثلاث صور، أولاهما النزيف الخارجي اي هجرة الكفاءات من الدول المتخلفة الى الدول المتطورة، وهذا يمثل أكثر أنواع النزيف شيوعاً.

والثانية : مايعرف بالنزيف الداخلي أي ميل بعض العقول والكفاءات العلمية للمعيشة على هامش الحياة وذلك بحكم الايدولوجيات القسرية، إذ يكون هدف العلم ليس من أجل تطوير سبل الحياة أو ابتكار الحلول المناسبة وتسخيرها لخدمة المجتمع عملياً، أي قتل الروح الابداعية والمنتج العقلي للخبرات العلمية في ذات الانسان.

 أما النزيف الثالث والذي ينشأ نتيجة إخفاق الدول النامية للإهتمام بكفاءاتها العلمية وهذا يرجع الى أمور كثيرة سبق الحديث عنها، وللأسف الشديد أن هذه المجتمعات التي يجاملونها بالنامية لا تقدر قيمة العلم لأنها بعيدة عنه وعن فهم محتواه وإدراك مخرجاته ولذلك فهي تعمل من حيث تدري ولا تدري الى اطفاء شعلة الاتقاد الذهني والتواصل الإبداعي في نفوس وعقول كفاءاتها العلمية وهذا مايضطرهم للهجرة الى دول العالم المتطورة وهم قد لا يجدون ضالتهم في هذه الدول المتطورة في اغلب الاحيان لأن الغربة والابتعاد عن الوطن يبدأ ينهشهم من كل جانب وصوب وهم في حقيقة الامر يعانون لوعتين، أحداهما تنشأ من الاحباطات التي يتعرضون اليها ويمتلكون بإزائها حساسية عالية مقارنة بأقرانهم المهاجرين ذاوي التعليم الواطئ لأنهم يجدون في قرارة أنفسهم ضياع كل سنين الدراسة والبحث والتقصي فلذلك تراهم يعانون من همّ دائم بإزاء هذا الوضع الجديد،...

 واللوعة الثانية تنشأ من أحساسهم المرهف والشديد بالغربة والابتعاد عن الوطن وخاصة بالنسبة للعراقيين، فأنا لا أريد ان أكون غير موضوعي ولكنني اشعر بأنهم أكثر الناس نوحاً وبكاء على مفارقة الاهل والوطن...

 إن الدراسات التي تصدت الى مفهوم هجرة الكفاءات ومنها الدراسة المقدمة الى المؤتمر العالمي للعلوم والمنعقد في مدينة بودابست عام (1999) والتي اسفرت عن وجود (400000) عالم ومهندس من الدول النامية يشتغلون في البحث العلمي والتطوير التكنولوجي في الدول الصناعية.

 وقد افادت دراسة صادرة عن منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي (OECD) بأنه يوجد في الولايات المتحدة (475000) طالب وفي برطانيا (223000) طالب وفي المانيا (178000) طالب وفي أستراليا (105000) طالب يتابعون دراساتهم العليا في هذه الدول وإن نسبة كبيرة منهم يبقون كمهاجرين دائميين.

 تشير بعض الدراسات في هذا المجال إلى أن الخسائر الناجمة عن هجرة الكفاءات العلمية في الدول النامية تقدر بحوالي (600) مليار دولار، وهناك من الدراسات التي توضح أن استثمار علم وموهبة العالم المهاجر يعود على الاقتصاد الامريكي بعائد مالي قدره (314) ألف دولار سنوياً كما إن حامل شهادة الدكتوراه في العلوم يعادل رأس مال موظف بمقدار (600) الف دولار.

 وقد أشار ريفين برينز، في كتابه (القرن المالي) إلى أنه إذا افترضنا أن تعليم المهاجرين العرب يكلف بلده في المتوسط (10) آلاف دولار، فإن هذا يقابل تحويل ماقيمته (18) مليار دولار من الاقطار العربية الى الولايات المتحدة وأوربا سنوياً، بالاضافة الى ماتتركه الهجرة من تأثير في إضعاف سرعة التنمية وفي جميع القطاعات والتي لا تقدر بثمن وما تخلقه كذلك من نقص في الكوادر العلمية المطلوبة لتحقيق التقدم والتطور والنمو.

 إن وجود الانظمة المتسلطة والقهرية في عالمنا العربي يعد سبباً رئيساً في قتل التنمية الاقتصادية والاجتماعية وهذا يكون من استحواذ هذه الانظمة على خيرات وثروات العباد وتعدمهم حق الكفاية في العيش... بالاضافة الى ان هجرة الكفاءات العلمية تخلق نقصاً من ناحية الكوادر المطلوبة لتحقيق التقدم والازدهار والرفاه وهذا مايؤثر وبشكل مباشر في مستوى العيش وعدم حصول البلد على مردود نظير ما ينفقه على تعليم هذه الفئة من الافراد، من حيث أن هجرة الكفاءات العلمية تحرم الجامعات والمؤسسات العلمية والتأهيلية من الكوادر التي تعمل على إعداد مؤهلين محلياً وفقاً لمتطلبات وحاجة البلد، وهذا ما ينعكس سلباً على الانتاج بشكل عام وانخفاض المردود وانتشار روح اللامبالاة ونمو العقلية الروتينية القاتلة للإبداع والتطور والحماس والتجديد بالاضافة الى عدم القدرة على انشاء مراكز للأبحاث العلمية التي تسهم بشكل فعال في مواكبة حركة التطور وعلى كافة الاصعدة والميادين، ومن الطبيعي والامثلة كثيرة في هذا الخصوص ان تخمد وتُطفأ جذوة الروح العلمية والابتكارية لدى الكفاءات في اطار وجودها في ظلّ أنظمة مستغلة وجائرة وجاهلة...إن من الطبيعي أن تكون مثل هذه الانظمة التعسفية التي لا تحترم العلم والعلماء طاردة ومنفرة للكفاءات العلمية، فعلى سبيل المثال يوجد الآن أكثر من الفي طبيب واستشاري عراقي وفي مختلف الاختصاصات ممن يعملوا في بريطانيا وحدها وهذا يشكل خسارة فادحة لبلد جريح كالعراق فخسارة الاموال يمكن تعويضها ولكن خسارة العقول المبدعة لايمكن تعويضها.

 والآن وبعد زوال الطاغية من العراق وتأملنا خيراً بالوضع الجديد، ظهرت لنا شرارات ناره المتبقية وأحقاد الطامعين والكارهين من بلاد الجوار لتنتج مجاهدين جدد وعلى الطريقة البهيمية إذ بدأوا بفكرة تحرير العراق عن طريق قتل وتهجير عقوله العلمية وكفاءاته المخلصة... وقد بلغ عددها فقط من أساتذة الجامعات - حسب الدراسة المقدمة لمؤتمر مدريد عام (2006) وبعنوان (محنة الاكاديمين العراقيين) - أكثر من (286) أستاذاً جامعياً قضوا نحبهم من جراء التقتيل.

 إننا نناشد المسؤولين الجدد في الدولة العراقية ان يأخذوا هذا الامر بنظر الاعتبار وأن يجعلوه من أولويات مهامهم اذا كانت لديهم نوايا صادقة ومخلصة لبناء العراق، وأن ينتبهوا لهذه المسألة المهمة ويضعوا الخطوات والحلول المناسبة والجدية من أجل استقطاب الكفاءات العلمية العراقية في الشتات.

 

................................

(*) أستاذ جامعي وباحث سايكلوجي

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ: 2010/03/30   ||   القرّاء: 6652



جميع الحقوق محفوظة لمركز آل الحكيم الوثائقي 2008 ـ 2024

||  يسمح للجميع الاقتباس مع ذكر المصدر  ||
تصميم، برمجة وإستضافة:   

الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net